الخرابشة: نسعى للانتقال لمفهوم الأسواق الكهربائية المشتركة والارتباط بالأسواق العالمية
أعرب وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، اليوم الاربعاء، عن فخره بالتطور المبكر لقطاع الكهرباء الأردني، ليصبح واحداً من أفضل الأنظمة الكهربائية في المنطقة، من خلال تطوير منظومة الربط الكهربائي مع دول الجوار، مدركين منذ البداية أهمية هذه المشاريع، مؤمنين بأن موقع الأردن الجغرافي المتوسط ومتانة نظامه الكهربائي وكفاءة أبنائه القائمين على إدارة هذا النظام، مكنته من أن يلعب بلدنا دوراً رئيسياً في تعزيز مشاريع الربط الكهربائي في المنطقة بجهود وتعاون الدول المتجاورة.
أكد الخرابشة، خلال إلقاء كلمة مندوباً عن دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، ورعايته افتتاح فعاليات مؤتمر سيجري الخامس تحت عنوان “الشبكات الكهربائية المستدامة والرقمنة نحو المستقبل”، المنعقد خلال يومي 26-27 حزيران الجاري، أن انعقاد المؤتمر يجسد رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بأن يكون الأردن مبادراً وداعماً لكل جهد عربي وعالمي، ويسعى لتحقيق التقدم والتطور العلمي والتقني، فالاردن بلد محفز للمبادرات الخلاّقة لتجسير الهوة بين العالم العربي والعالم المتقدم، في مجال الكهرباء، التي أصبحت شريان الحياة الإنسانية وأرضية الابتكارات العلمية والتكنولوجية.
وأضاف أنه في ظل تحقيق العديد من الإنجازات في مشاريع الربط الكهربائي في منطقتنا فلا يزال هناك الكثير لاستكمال المشاريع ورفع مستوى عمليات تبادل الطاقة الكهربائية عبر خطوط الربط، سعيا للانتقال إلى مفهوم الأسواق الكهربائية المشتركة التي تؤهل المنطقة للارتباط بأسواق الكهرباء العالمية.
وأشار الخرابشة إلى أن الأردن يعمل حالياً على تعزيز مشروع الربط الكهربائي مع الأشقاء في مصر والعراق وفلسطين لمضاعفة قدرات تبادل الطاقة الكهربائية بينها، لافتاً إلى أن العمل جارٍ على إنشاء نقطة ربط كهربائية جديدة مع الجانب السعودي، آملاً أن تنجز هذه المشاريع قريباً لتساهم برفع مستوى عمليات تبادل الطاقة الكهربائية بين دول المنطقة وخلق سوق كهرباء متكامل وتنافسي مما يحسن من اقتصاديات المنظومات الكهربائية ومشاريع الربط، كما سيسهم في تحقيق الدعم الفني للشبكات الكهربائية المترابطة.
وفي الحديث عن النظام الكهربائي الأردني، قال الخرابشة، على الرغم من صغر حجم النظام نسبياً إلا أنه تمكن في أقل من عشر سنوات من رفع نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة المتأتية من الرياح والشمس في خليط الكهرباء من أقل من 1% عام 2014 إلى ما يزيد عن 26% في عام 2023 متجاوزاً بذلك الصعوبات والتحديات التي نعمل على حلها لدعم توجهنا برفع النسبة إلى ما يزيد عن 30% بحلول عام 2030.
وأشار الوزير الخرابشة إلى خطة الوزارة في حل التحديات باستخدام تكنولوجيات التخزين الكهربائي، مشيراً إلى ما تقوم به الوزارة حالياً بالإعداد لتنفيذ أول مشروع لتخزين الكهرباء بواسطة ضخ المياه على سد الموجب باستطاعة 450 م.و بسعة تخزينية تصل لسبع ساعات، والعمل على تعزيز الشبكات الكهربائية على مستوى النقل والتوزيع ورفع كفاءتها بإدخال مفهوم الشبكات والأنظمة الذكية.
وأعلن عن استمرار البحث عن أية حلول من شأنها دعم جهود الأردن في مسار التحول الطاقي، مؤكداً الانتهاء من إعداد دراسة خيارات الشبكة الذكية وإعداد الخطة التنفيذية لترجمة توصيات الدراسة الهادفة إلى تعزيز مرونة تشغيل النظام الكهربائي وعمليات توليد الطاقة الكهربائية لدمج مستويات أعلى من الطاقة المتجددة ووضع التشريعات الناظمة للشبكات الذكية على المستوى الوطني وإدخال مفهوم استغلال الذكاء الصناعي في إعداد توقعات الأحمال الكهربائية.
وأعلن الخرابشة عن طموح الأردن بأن يكون جزءاً من الخطط العالمية في دعم التوجه نحو التحول الطاقي، مسلطاً الضوء على ما وصفه بالفرص الذهبية أمام الأردن والدول العربية بالتعاون الجماعي المتكامل لتصبح المنطقة مصدراً رئيسياً لإنتاج الطاقات الخضراء بكافة أشكالها وخاصة الهيدروجين الأخضر- وقود المستقبل- لتغطية احتياجاتنا أولاً وتصدير الفائض إلى الدول المستهلكة التي تسعى لتحقيق أهدافها في الاستدامة البيئية وتنويع مصادر الطاقة.
وليكون الأردن جزءًا من المنظومة العالمية، قال الخرابشة: “أننا قمنا بإعداد وثيقة وطنية للهيدروجين الأخضر وضعت خارطة طريق طويلة المدى وواضحة المعالم للتوجه نحو إدخال مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى الأردن، كما تم إعداد الدراسات لتطوير التشريعات والأطر التنظيمية اللازمة لتطوير أسواق الهيدروجين الأخضر ونعمل الآن على إعداد خطط لتنفيذ مخرجات هذه الدراسات”.
وأضاف: “قمنا بتشكيل لجنة وطنية للهيدروجين الأخضر لمتابعة الاستثمار في هذه الصناعة وتذليل العقبات التي قد تواجه هذه الاستثمارات، حيث قمنا حتى الآن بتوقيع 12 مذكرة تفاهم واتفاقية إطارية واحدة مع شركات عالمية ومحلية ترغب بدراسة فرص الاستثمار في الأردن في هذا المجال، ونعمل حالياً على دراسة الخيار الأمثل لنموذج بنية تحتية مشتركة لهذه المشاريع وذلك بالتعاون مع أحد الشركات الاستشارية العالمية وبالتشاور مع المستثمرين المحتملين والممولين والجهات الداعمة للوصول إلى حلول مثلى تلبي مصلحة جميع الأطراف”.
وتعد سيجري الوطنية الأردنية، التي تأسست منذ عام 1989 ومقرها شركة الكهرباء الوطنية، إحدى اللجان الوطنية المنبثقة عن المجلس العالمي لأنظمة الطاقة الكهربائية الكبيرة، وهو منظمة دولية تأسست في عام 1921 ومقره باريس، تهدف إلى تعزيز التعاون والتبادل العلمي والتقني بين المهندسين والخبراء والمختصين في مجال أنظمة الطاقة الكهربائية. وتُعد واحدة من أبرز المنظمات العالمية التي تجمع بين الخبراء والأكاديميين والممارسين لتبادل المعرفة والخبرات وتطوير التقنيات والحلول المبتكرة في قطاع الطاقة الكهربائية.