الأردن يخطو نحو مستقبل الهيدروجين الأخضر
قال مدير مديرية الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في وزارة الطاقة والثروة المعدنية /عضو اللجنة التوجيهية لشبكة البحر الأبيض المتوسط للإلكترونات والجزيئات الخضراء Med-GEM المهندس يعقوب مرار أن الأردن يمتلك فرصا كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال مشاريع الطاقة المتجددة المحلية.
وأكد مرار خلال كلمته الافتتاحية للورشة الوطنية الأردنية – الأوروبية التشاورية حول الهيدروجين الأخضر بعنوان “تمهيد الطريق لمستقبل الطاقة المستدامة” سعي الأردن ليكون مركزا إقليميا لإنتاج الطاقة الخضراء وتصديرها، خصوصا وأنه يمتلك مصادر ممتازة للطاقة الشمسية وموارد بشرية مؤهلة.
ولفت مرار إلى أن الطاقة المتجددة المنتجة من الرياح والشمس ساهمت بما نسبته 27% من الكهرباء المولدة في الأردن نهاية العام 2022، مقارنة بـ 1% للعام 2014، واصفا ذلك بالفرصة الجيدة للأردن ليلعب دورا رائدا في التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين الأخضر باعتباره وقودًا نظيفًا وخاليًا من الانبعاثات، ولتحقيق ذلك تعمل وزارة الطاقة والثروة المعدنية على تطوير السياسات والتشريعات الناظمة للهيدروجين كإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر متضمنة رؤية تجعل من الأردن مركزًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر ومنتجات PtX.
من جانبه قال نائب الرئيس في بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن ثيبو موير في كلمته الافتتاحية أن “الانتقال إلى الكربون المنخفض ليس أمرا ضروريا فقط بل هو أيضًا فرصة اقتصادية، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي قام بخفض انبعاثاته الكربونية بنسبة 30٪ في حين نما اقتصاده بنسبة 60%” خلال الثلاث عقود الماضية.
وأضاف تمكنت وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن من توقيع سبع مذكرات تفاهم مع مطورين من القطاع الخاص لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا، وهناك المزيد من هذه المذكرات يلوح في الأفق، وهذا يثبت أهمية وجاذبية إمكانات الهيدروجين الأخضر التي يمتلكها الأردن.
وأكد موير أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه للأردن في إطار شراكة حقيقية لتمكينه من تحقيق التنوع في مجال الطاقة، ودعم التصنيع وخلق فرص عمل جديدة.
وفي ذات السياق لفت مدير شبكة Med-GEM فرانك ووترز أنه على الرغم من أن اقتصاد الهيدروجين الأخضر يمثل ظاهرة عالمية، إلا أن الهيدروجين هو العنصر الأكثر وفرة في الكون. مدللا بذلك “على سبيل المثال، يتمتع العملاق الجليدي أورانوس بجو هيدروجيني بل إنه يمطر الألماس في بحر من الأمونيا، وهو أحد مشتقات الهيدروجين”.
وأشار ووترز إلى أن شبكة Med-GEM تهدف إلى إنشاء مجتمع من الجيران الذين يمكنهم الاستفادة من تجارب بعضهم البعض، مؤكدا أن الشبكة التي تعتبر منصة للقطاعين العام والخاص متحمسة للعمل مع الجانب الأردني في مجال الهيدروجين الأخضر.
وتتناول الورشة التي تأتي ضمن فعاليات مشروع MED-GEM الممول من قبل المفوضية الأوروبية والمنفذ من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ ودول جنوب وشرق البحر المتوسط، فرص وتحديات استراتيجية الهيدروجين الأخضر في الأردن، وتناقش محور البنية التحتية المشتركة والمطلوبة للبدء بمشاريع الهيدروجين الأخضر، ودور الطاقة المتجددة في مثل هذه المشاريع ذات الأهمية في دفع مستقبل الطاقة المستدامة للأردن.
يأتي انعقاد الورشة المنظمة من قبل الوزارة بالتعاون مع المديرية العامة للجوار والتوسع في المفاوضات التابعة للاتحاد الأوروبي وشبكة MED-GEM إدراكا لدور الهيدروجين الحيوي المستمد من مصادر متجددة في مكافحة التغير المناخي، حيث تركز الورشة على إمكانيات الهيدروجين كناقل للطاقة متعدد الاستخدامات وخالي من الانبعاثات، باعتباره حلا للقطاعات الصناعية ووسائل النقل التي تعد تحديا في وجه خفض الانبعاثات، وتلبيته للتطلعات والجهود العالمية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
حضر الورشة ممثلو الوزارات والمؤسسات والقطاعات الخاصة بالإضافة إلى الهيئات المالية والجامعات ومراكز البحث العلمي والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، الفاعلين في تحديد مستقبل الهيدروجين الأخضر عبر منطقة البحر المتوسط.
وتجد الإشارة إلى أن شبكة MED-GEM تدعم التحول في مجال الطاقة في دول الجوار لأوروبا في حوض البحر المتوسط والمساهمة في التغلب على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والمناخية في المنطقة، وإنشاء وتشغيل شبكة البحر الأبيض المتوسط للإلكترونات والجزيئات الخضراء (Med-GEM) من خلال عقد حوار وأنشطة تعاونية بين أصحاب المصلحة الرئيسيين في مجال الطاقة، من أجل تسهيل وتعزيز نمو صناعة الهيدروجين الأخضر ومشتقاته على المستوى الإقليمي، وزيادة الوعي العام بالحاجة الماسة لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.