تعد سيارة ستيلا تيرا سيارة مبتكرة تعتمد على الألواح الشمسية المدرجة فوق سطحها المائل لشحن بطاريتها الكهربائية، تعتبر هذه السيارة المبتكرة الأولى من نوعها التي تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية في الطرق الوعرة، وقد تم تطويرها من قبل فريق من طلاب جامعة (أيندهوفن للتكنولوجيا) الهولندية.
واليوم من خلال هذا المقال سنستعرض تفاصيل أول تجربة للسيارة، وماهي أبرز مميزات هذه السيارة، وما تأثير سيارة ستيلا تيرا على البيئة والاقتصاد المستدام، تابع معنا.
أول تجربة لسيارة ستيلا تيرا بالمغرب
تم اختيار المغرب كـ أفضل موقع لاختبار سيارة ستيلا تيرا، وذلك لتعدد التضاريس والبيئة المميزة في المملكة المغربية.
وقد بدأت الرحلة في مدينة طنجة، حيث تجاوزت سيارة ستيلا تيرا سلسلة جبال الريف الوعرة، وواجهت التضاريس المحفوفة بالتحديات بالصعود والنزول السريع عبر الطرق الوعرة.
وبعد ذلك، توجهت الرحلة جنوبًا عبر مدينة فاس، وخضعت السيارة لاختبارات على الممرات الجبلية في ميدلت، قبل انتهاء الرحلة في صحراء المغرب.
أقرأ أيضا: مجالات العمل في الطاقة الشمسية الحرارية (الضوئية)
وقد قطعت سيارة ستيلا تيرا أكثر من 1000 كيلومتر، بدءًا من شمال المملكة وصولًا إلى جنوبها، وعلى الرغم من خفة وزنها التي جعلتها أقل عرضة للتعثر على التضاريس الوعرة، تعرضت السيارة لكسر في نظام التوجيه، ولكن استطاع الفريق العثور على قطع غيار جديدة وإصلاح السيارة في ورشة محلية.
وأكد “تيم بوسمان” مسؤول الفريق أن: “سيارة ستيلا تيرا أثبتت فعاليتها بشكل أكبر بثلث مما كان متوقعًا خلال رحلتها، ويطمح الفريق لإنتاج سيارات دفع رباعي من هذا الطراز بكميات كبيرة في المستقبل”.
مميزات ومواصفات سيارة ستيلا تيرا اول سيارة بالطاقة الشمسية
ستيلا تيرا هي سيارة ذات مواصفات فريدة وأداء عالي تثير الإعجاب، حيث تم تصميم هذه السيارة لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والراحة للسائق، بفضل تقنيات الهندسة المبتكرة وتم تحقيق هذا النجاح.
وتتميز سيارة ستيلا تيرا بسرعتها القصوى المذهلة على الطرق، حيث يمكنها الوصول إلى 145 كيلومتر في الساعة، بالإضافة إلى ذلك تتألق هذه السيارة أيضًا في الأيام المشمسة، حيث يتم تعزيز عمر بطاريتها لتصل إلى 710 كيلومتر على الطرق المعبدة و550 كيلومترًا على الطرق الوعرة، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة السطح.
وهذه المزايا تمكن السائق من الاستمتاع بمسافة قيادة ممتدة دون الحاجة إلى القلق بشأن نفاد البطارية.
بوحي من تصميم السيارات الكهربائية الرياضية، تمكن الفريق المكون من 22 طالبًا من تحقيق إنجاز لافت في تخفيف وزن ستيلا تيرا إلى 2645 رطلاً فقط، مما يعادل 1200 كيلوجرام، ويعد هذا الوزن أقل بنسبة 25٪ من السيارات الرياضية المتوسطة الحجم. تم تحقيق ذلك عن طريق تنفيذ تصميم هوائي ديناميكي يقلل من الاحتكاك مع الهواء واستخدام مواد مركبة خفيفة ومتينة تحقق التوازن المثالي بين الأداء والوزن.
ومن بين المزايا الأخرى لستيلا تيرا توفرها للسائق مبادرتها للاستدامة البيئية، حيث تحتوي على ألواح شمسية مثبتة على السقف، هذه الألواح تسمح بشحن البطارية أثناء القيادة.
أقرأ أيضا: آلية تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء – كل ما يهمك
مما يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى بطاريات أكبر بحجمٍ كبير، ويعني ذلك أنه يمكن لسائق سيارة ستيلا تيرا القيادة على الطرق الوعرة قريبًا دون الحاجة إلى محطة شحن والتمتع بتجربة قيادة سلسة ومريحة.
بالإضافة إلى ذلك، قام الفريق المبدع أيضًا بتصميم سيارة ستيلا تيرا بميزات خاصة تضفي جوًا من الراحة، فالمقاعد القابلة للإمالة بالكامل تمنح السائق والركاب قدرًا إضافيًا من الراحة.
حيث يمكن تحويل المقاعد إلى أسرّة في وضعية النوم، مما يسهّل القيادة لفترات طويلة. وعند الوقوف، يمكن تمديد الألواح الشمسية لزيادة عملية التحميل، كما يمكن استخدامها كظل للمركبة.
تأثير سيارة ستيلا تيرا على البيئة والاقتصاد المستدام
سيارة ستيلا تيرا هي سيارة تعمل بالطاقة الشمسية التي تمثل تقدمًا كبيرًا في صناعة السيارات نحو الاستدامة البيئية والاقتصاد المستدام، حيث تتوفر العديد من الفوائد التي يمكن أن تكون لها تأثير إيجابي على البيئة والاقتصاد المستدام، وسأذكر بعضًا من هذه الفوائد الهامة:
تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
تستخدم سيارة ستيلا تيرا الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة، مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري وبالتالي يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتلوث الهواء.
الاستفادة من الطاقة المتجددة
بفضل استخدام الطاقة الشمسية، تعمل سيارة ستيلا تيرا على تقليل حاجتها لاستخدام مصادر الطاقة غير المتجددة مثل الفحم والنفط، وتزيد بدلاً من ذلك من الاعتماد على الطاقة المتجددة والمستدامة.
تحسين جودة الهواء
بسبب عدم إنتاجها لأي انبعاثات ضارة، تعمل سيارة ستيلا تيرا على تقليل التلوث الهوائي في المناطق التي تعمل فيها، وبالتالي تسهم في تحسين جودة الهواء وصحة السكان المحليين.
تشجيع على التكنولوجيا النظيفة
تعزز سيارة ستيلا تيرا استخدام التكنولوجيا النظيفة والمستدامة، مما يحفز على الابتكار في مجال تطوير التكنولوجيا الخضراء ويدفع الشركات إلى الاستثمار في مجالات البحث والتطوير.
أقرأ أيضا: 10 طرق للحصول على فرص عمل في مجال الطاقة
تحفيز الاقتصاد المستدام
من خلال دعم صناعة السيارات الكهربائية والمستدامة، يمكن لسيارة ستيلا تيرا أن تساهم في خلق وظائف جديدة في هذا القطاع وتعزيز الاقتصاد المستدام على المدى الطويل.
توفير التكاليف على المدى الطويل
على الرغم من أنها قد تكلف أكثر في البداية، فإن استخدام الطاقة الشمسية يمكن أن يؤدي إلى توفير كبير على المدى الطويل بفضل تقليل تكاليف الوقود والصيانة.
في النهاية تتمتع ستيلا تيرا بمزايا هامة تجعلها الخيار الأمثل للمغامرات على الطرق الوعرة، وبأداء فائق وتصميم خفيف الوزن، وتقنيات الشحن المبتكرة، تجمع ستيلا تيرا بين القوة والمرونة لكل من يسعى لتحقيق تجربة قيادة لا تنسى، فـ سيارة ستيلا تيرا هي الاختيار الأمثل للمغامرين وعشاق الطبيعة الذين يرغبون في اكتشاف العالم بأسلوب فريد ومتكامل.